عقد في جامعة تل أبيب، قبل عدة أيام، اجتماع حول موضوع تأثير الإشعاعات الخلوية على بني البشر، وذلك بمشاركة عدد كبير من الباحثين والعلماء الرائدين بالمجال.
وقد قال البروفيسور "إيتان فريدمان"، رئيس قسم الأمراض السرطانية في مستشفى "شيبا"، إنه وبخلاف ظاهرتي التدخين والتعرض للأشعة المؤينة، اللتين تم التعرف على المنظومة البيولوجية التي تسبب السرطان في حالتهما، لم يتم تشخيص منظومة بيولوجية مشابهة في حالة التعرض للأشعة غير المؤينة (وهي الأشعة الصادرة عن الهوائيات الخلوية). ولذلك، فليس هناك أي منطق بالادعاء أن الأشعة الخلوية تسبب السرطان.
وأكد فريدمان، أن الأبحاث التي أجريت خلال الفترة الأخيرة، وتم خلالها تعريض فئران المختبر لمستويات مرتفعة من الأشعة غير المؤينة طوال حياتها، أثبتت عدم حصول أي ارتفاع بنسب الإصابة بالسرطان لديها. وأضاف فريدمان (الذي يعتبر أحد أبرز المختصين بالسرطان في البلاد): "أرغب بأن يتوقف الناس عن الخوف، وعليهم أن يعلموا أن المعطيات لا تدعم خوفهم غير المبرر وغير العقلاني من الهواتف الخلوية".
انخفاض نسبة الإصابة بسرطان الدماغ
وفي بحث إسرائيلي جديد، قام به "مسجل مرضى السرطان الرسمي" في وزارة الصحة، د.ميخا برحنا، تبين أن الخشية والخوف من الهواتف الخلوية كانا سابقين لأوانهما. فقد أشار البحث المذكور، والذي جمع معلومات عن 6000 ورم سرطاني في الدماغ، إلى انخفاض نسبة الإصابة خلال العقدين الأخيرين، رغم القفزة الكبيرة بأعداد مستخدمي الهواتف الخلوية في البلاد.
وأكد "برحنا" أن المعطيات تشير إلى انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الدماغ خلال السنوات التي ازداد بها استخدام الهواتف الخلوية. مؤكدا أن هذه المعطيات لا تعني أن الأشعة الخلوية "جيدة للصحة"، ولكنها تنفي وجود أي أساس علمي للتوصيات والقوانين المتشددة.
أما البروفيسور "سطيليان جيل بار"، رئيس قسم الحد من التلويث والأشعة في وزارة حماية البيئة، فقد كان شديد الوضوح عندما شرح أن وزارته تتبع سياسة الحذر والوقاية، ولذلك فإنها تشجع إقامة عدد أكبر من الهوائيات الخلوية في المناطق السكنية. كما أكد (البروفيسور الذي يمنح تصريحا لكل الهوائيات – جيل بار) أنه على استعداد للمجيء هو وأفراد عائلته للسكن تحت أية هوائية في البلاد (ليثبت عدم وجود خوف أو ضرر).
سادتسكي: "التكنولوجيا هنا لخدمتنا... ولتبقى"
من جهتها، قالت البروفيسور "سيجال سادتسكي"، مديرة وحدة "السرطانات الوبائية" في المعهد الطبي "جارطنر" في مستشفى "شيبا" إنه من غير الممكن الوصول إلى نتيجة نهائية وواضحة حول العلاقة بين الأشعة غير المؤينة والسرطان في هذه المرحلة. إلا أنها قالت أيضا إن "التكنولوجيا الخلوية وجدت لخدمتنا ولتبقى معنا"، ولذلك فإنها توصي باتباع مبدأ الحذر والوقاية في كل ما يتعلق بهذا المجال. أما بالنسبة لهوائيات البث، فقالت "سادتسكي" إن موقف وزارة الصحة الرسمي يدعم إقامة عدد أكبر من الهوائيات في مراكز المدن، لكن للأسف، لم تنجح هذه المساعي حتى الآن بإقناع الجمهور بأهمية هذه الخطوة.
أما البروفيسور "أفنير سوفير"، من قسم الفيزياء في جامعة تل ابيب، فقد أكد أنه كفيزيائي يفهم تمام الفهم أن ليس للأشعة الخلوية ما يكفي من القوة والشدة لتستطيع إحداث تغييرات "جزيئية"، ولذلك فإنها غير قادرة على التأثير على الـ DNA والتسبب بالإصابة بالسرطان.
وأضاف سوفير أن طول موجة البث الخلوي يقلل إمكانية حدوث الضرر، وأن وتيرة الإشعاع الخلوي أقل من وتيرة الإشعاع الناتج عن الضوء المرئي (غير المؤين). ناهيك أن عن قوة البث الناتج عن الأجهزة الخلوية أقل بما لا يقاس من الأشعة الصادرة عن مصادر إشعاع أخرى.