أهمية الصداقة في حياتنا
كتبهاحمدى رسلان ، في 15 يوليو 2008 الساعة: 11:46 ص
من القضايا التي أولها الإسلام في القرآن والسنه النبوية أهمية كبيرة وحث عليها وفي نفس الوقت حذر منها أيضاً ، هي قضية الأصدقاء ، ففي الحديث عن علي (ع)، وهو يوصي إبنه الحسن ( بني الصديق ثم الطريق ) لكن ما هو المقصود بالصديق ؟ وهل المعنى هو اختيار الأصدقاء في السفر فقط أم أن أوسع من ذلك؟.
في البداية إن المقصود بالصديق هو( من صدق في غيبه كما جاء في الأحاديث ) . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى هي أن المعنى ليس محصوراً بموضع دون مواضع فالمقصود هنا هو اختيار شريك لك في حياتك وطول عمرك يساعدك ويؤزرك.
ثانياً : إن الإسلام عندما أكد على هذه القضية ليس عبثاً بل لفوائدها في الدنيا والأخرة ، ففي الحديث عن الصادق يقول( أكثرو من الأصدقاء فإنهم ينفعون في الدنيا والأخرة، أما الدنيا فحوائج يقومون بها، وأما الأخرة فأهل جهنم قالوا: ( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) .
ثالثاً: عندما أقرت الشريعة هذه العلاقة بين الناس وضعت حقوقاً و واجبات على الطرفين فمن الحقوق التي أوردتها الشريعة في هذا المجال، هي ( أن لايكون الصديق صديقاً إلا أن يحفظ أخاه في ثلاث: في غيبته، ونكبته ، ووفاته) وهناك حقوق أخرى كثيرة والأهم هنا هو المحافظة على هذه الصداقة، وأن يجعل لها أساساً مبنياً على الحب في اللـه وطاعته وليس على مصالح دنيوية شخصية.
رابعاً: جاء في الحديث الشريف ( أخوك دينك فحتط لدينك) وجاء( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخلل). وهذه النقطة هي من أهم النقاط التي يجب الإلتفات إليها. لإن الإختيار يؤدي إلى طريقان إما الحق أو الباطل.
فمن وصايا الإمام علي(ع) لإبنه الحسن( يابني إياك ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد عن أحوج ما تكون إليه وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب) .
إذاً من نصادق؟ يقول الحديث عن علي(ع) ( خير من صاحبت ذو والعلم والحلم) وأيضاً في الحديث( عليك بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمة في البلاء). إذاً فهؤلاء خير من نصاحبهم لكي ينفعونا في الدنيا والأخرة.