الموناليزا

نظرة من عيني امرأة وابتسامة غامضة أثارت جلبة كبيرة في الوسط الفني وتخطت بصداها الاوساط الفلسفية والنفسية وحتى الدينية .
الموناليزا أو الجوكاندا، أبرز أعمال الفنان الايطالي ليوناردو دافينشي والتي كانت موضوعا خصبا على مر العصور للدراسات الفنية والنفسية لدرجة انه وضعت لها العديد من التفسيرات التي تحاول اكتشاف سر تلك الابتسامة الغامضة ونظرة عيني المرأة الموجودة في الصورة وماذا قصد منها ليوناردو دافينشي .

تعددت الروايات حول هذه الصورة ، ومنها التي تقول انها صورة زوجة تاجر غني ومنها يقال انه رسم صورته على شكل امراة ويعود السبب انه يعاني من مرض نفسي وهو بحسب رأي فرويد فقدان حب الأم وحنانها منذ عهد الطفولة. ورأى آخرون ان هذه الابتسامة هي له والسبب انه لم يظهرها لانه اخفى اسنانه التى كانت مطلية بالرصاص لانه يعاني من مرض سرطان اللثة فدائما كان يمضغ مادة الرصاص ولذا اخفى ابتسامته فيها.
ودان براون من أبرز من قام بمحاولة اكتشاف سر اللوحة تلك . اذ عمد في روايته " شيفرة دافينشي " الى تحميلها رموزا تعود لطقوس عبادة الانثى والديانات الوثنية وهذا التفسير يعتبر من أخطر التفسيرات التي قدمت للموناليزا؛ اذ يبدو جليا ان ما يريده دان براون هو جعل القارىء يغير نظرته للموناليزا ولليوناردو دافينشي الذي كان في يوم من الايام رئيسا لجمعية سيون الغامضة التي تدعي أنها تعرف من التاريخ الحقيقي للبشرية ما لا ليس لدى غيرها، وهي تغور في عمق التاريخ اركولوجيا، حيث لديها من المعارف ما ليس لدى غيرها من إثباتات مادية ملموسة من الممكن أن تكشفها عبر التاريخ المدون. وتدّعي هذه الجماعة انها مازالت تحتفظ برفات (مريم المجدلية) حاملة الدم المقدس، كارتباطها برموز اليهودية والصهيونية، فما النجمة السداسية والهرمان المتقابلان في متحف اللوفر إلا إشارة لتلك الرموز الدينية، وما اسم الجماع (Sion) إلا الأصل الذي ينتج عنه اسم الحركة (Zionism) .
الموناليزا اشهر تحفة فنية في العالم :
ان المنزلة الرفيعة التي تحتلها الموناليزا برأي دان براون لا تعود الى ابتسامتها الغامضة ولا الى التأويلات الغريبة التي نسبها اليها المحللون والناقدون الفنيون ومؤرخو الفن . ان شهرة الموناليزا سببها أن ليوناردو أعلن على الملأ أنها كانت أفضل اعماله ، لدرجة أنه كان يحملها معه أينما سافر . وعندما كان يسأل عن السبب في ذلك كان يقول انه صعب عليه ان يبتعد عن اسمى عمل عبر فيه عن الجمال الانثوي.
يظهر جليا في اللوحة نظرة ليوناردو دافينشي للجمال الأنثوي. فهو يحاول إبراز جمال الروح والنفس والتقاط الحالة الداخلية؛ الإنسانية والروحية التي تميّز الشخصية.
وقد قام العديد من الفنانين التشكيليين بتعديل وتغيير ملامح المرأة التي تصوّرها اللوحة التي تستقرّ اليوم في متحف اللوفر بباريس، من اجل خدمة فكرة ما أو غاية سياسية أو اجتماعية معينة. وكمثال على ذلك، ما فعله الفنان السريالي الفرنسي مارسيل ُدوشان الذي رسم موناليزا بشاربين وملامح ذكرية، محاولا بطريقة ساخرة ترجمة كلام سيغموند فرويد الذي أشار إلى غموض فكرة الجندر ( نوع الجنس ) عند دافنشي وزعم أن الفنان ربما كان مثليا، جنسيا، وأنه عندما رسم اللوحة لم يرسم في واقع الأمر سوى نفسه.
تعرضت هذه اللوحة للسرقة أوائل عام 1911 من متحف اللوفر في بارس لمدة عامين وقد استعادتها الشرطة الفرنسية من أيدي اللصوص. وخلال العامين اللذين قضتهما تلك اللوحة في الغياب تحول مكانها الخالي إلى محج ليس لهواة فن التصوير فقط بل للفضوليين أيضا ولغيرهم من المتفرجين العابرين.‏
الموناليزا رمزا وثنيا بامتياز :
في تحليله لتفاصيل اللوحة يؤكد دان براون ان ليوناردو دافينشي اراد تضمين هذه اللوحة رموزا وثنية تقوم على الوحدة التامة بين الذكر والانثى وبتعبير ادق الخنثى .
فدافينشي كان يؤمن بالتوازن بين الذكر والانثى ويعتقد بان الروح البشرية لا يمكنها ان ترتقي الا بوجود هذين العنصرين .
ولكن على ماذا استند دان براون في تحليلاته تلك؟
في الواقع ان تحليلات دان براون منطلقة من تفاصيل موجودة في اللوحة واهمها:
خط الافق الذي رسمه دافينشي من جهة اليسار اخفض بشكل كبير من اليمين : هدف دافينشي من ذلك جعل الموناليزا تبدو اكبر بكثير من جهة اليسار عما هي في جهة اليمين . فقد اراد التركيز على الجانب الانثوي في اللوحة . فعلى مر العصور رمز لمفاهيم الذكورة والانوثة برموز مرتبطة بالجهات : فالانثى ترمز الى الجانب الايسر والذكر يرمز الى الجانب الايمن . يتابع دان براون تحليلاته تلك فيقول ان الكنيسة بعد ان ازاحت المرأة عن مركزها الكوني لتعطيه للرجل اتهمتها بانها سبب كل رذيلة ونقيصة كيف لا وهي التي تسببت بالخطيئة الاولى للبشرية والتي طرد بسببها ادم من النعمة الالهية . ولاحقا اتخذ مفهوم اليسار على الصعيد السياسي والايديولوجي كل مذهب او دعوى مناقضة للنظام الحاكم ...
ايضا يؤكد دان براون ان الموناليزا لا هي بالذكر ولا بالانثى انما هي الاثنين معا : خنثى . والدليل هو في اسم الموناليزا نفسه : " موناليزا " هي دمج لكلمتين : "أمون " و " ليزا " وأمون هو اله الخصوبة الذكري في العقائد المصرية القديمة ويرمز اليه بصورة رجل برأس خروف ترتبط قرونه الغريبة بالكلمة الدارجة التي تستخدم اليوم بالانكليزية للدلالة على الشخص المثار جنسيا : هورني Horny والتي تشتق من كلمة هورن اي قرن . اما كلمة ليزا فهي ترمز الى ايزيس آلهة الخصوبة المؤنثة لدى المصرين القدامى وتكتب بحروف تصويرية : ليزا L’Isa . ومن جمع هاتين الكليمتين "أمون" و" ليزا" نحصل على كلمة " موناليزا" ، اسم اللوحة .
وايضا الدليل الاخر على اعتقاد دان براون بوثنية رموز الموناليزا يكمن في وجه الموناليزا نفسه . فالتحليل للصورة بواسطة الكومبيوتر اظهر ان وجه الموناليزا هو نفسه وجه ليوناردو دافينشي . وهو يريد من ذلك طبعا الاتحاد بين الرجل والمرأة وهو سر الابتسامة الغامضة .

ولكن هل هذا هو سر الابتسامة الغامضة للموناليزا؟
توصلت البروفيسورة الأميركية مارغريت لينغيتون في جامعة هارفرد في دراسة قامت بها إلى أن سر الابتسامة الغامضة والمحيرة للموناليزا يكمن في انها تتلاشى وتختفي عندما يتم تركيز النظر على اللوحة مباشرة وتصبح أكثر وضوحا وبروزا عند ما يميل الناظر عينيه إلى أجزاء أخرى من اللوحة.‏ وتضيف البروفيسورة لينغيتون أن الابتسامة تختفي عندما يركز الناظر على الوجه بسبب الطريقة التي تعالج بها العين البشرية المعطيات البصرية التي تصلها من الخارج حيث تستخدم العين البشرية نوعين من التقاط الصور البصرية وهما النظر المباشر والنظر غير المباشر وتتميز طريقة النظر المباشر بإمكانية التقاط التفاصيل لكنها غير صالحة لالتقاط الظل والمساحات المتدرجة للألوان.‏ وهنا تكمن براعة دافينشي.
الشهرة الواسعة للموناليزا تعود الى التقنية التي رسم بها دافينشي تلك اللوحة :
التقنية الضبابية التي إعتمدها دافينشي ليعطي إنطباع العمق في الخلفية : حيث يتناقص وضوح الصورة في الخلفية كلما إبتعدت التفاصيل. وهي تقنية لم تكن معروفة قبل هذه اللوحة و أعطت إحساسا بالواقيعة بصورة لا مثيل لها في ذلك الوقت. فرسومات ذلك العصر كانت تعطي الوضوح نفسه لجميع محتويات اللوحة . أما بهذا الاسلوب فانه لا يوجد خطوط محددة للملامح بل تتداخل الألوان بصورة ضبابية لتشكل الشكل ، وهو الاسلوب المعروف باسم الاسلوب الضبابي " سفوماتو " وهو الاسلوب الذي تبدو فيه الاشكال في العمل الفني وكأن حدودها تتلاشى فتتداخل مع بعضها ، وهي تقنية جديدة استحدثها دافينشي. وهذه التقنية مكنته من دمج خلفيتين مختلفتين تماما و يستحيل الجمع بينها في الواقع؛ فالخلفية على يمين السيدة تختلف في الميل و العمق و خط الأفق عن الخلفية التي على اليسار. بحيث تظهر كل خلفية وكأنها رسمت من ارتفاعات أفقية مختلفة للرسام.
كما ان دافينشي كان أول من قدم الإسقاط المتوسط الذي يجمع بين الجانب و الأمام في لوحات الأفراد. و بذلك قدم مبدأ الرسم المجسم. يمكن ملاحظة الشكل الهرمي الذي يعطي التجسيم في اللوحة حيث تقع اليدين على قاعدتي الهرم المتجاورتين بينما تشكل جوانب الأكتاف مع الرأس جانبين متقابلين للهرم. هذه التقنية كانت ثورية وقتها و هي التي أعطت دفعا يجبر المشاهد إلى التوجه إلى أعلى الهرم و هو الرأس . هذا الأسلوب تم تقليده فورا من قبل عظماء الرسامين الإيطالين المعاصرين له مثل رافئيل.

اذا كانت شهرة الموناليزا تعود الى هذه الاسباب فلماذا اقحمها دان براون في روايته؟
في الواقع ان ادراج لوحة الموناليزا في رواية شيفرة دافينشي يأتي في سياق دفاع دان براون عن عقائد الوثنية واظهار ان الكثير منها تدخل في ثقافتنا وفي معتقداتنا الدينية . فدان براون لم يشدد على الموناليزا الا ليقول لنا انظروا ان العالم في السابق وقبل المسيحية كان يعيش في انسجام مع الطبيعة حيث الاتحاد الكامل بين الذكر والانثى - قطبي الوجود الاساسيين- وان المسيحية قد غلّبت قطبا على آخر لتقضي على عبادة الانثى المقدسة – الالهة الام. وليست الموناليزا هي اللوحة الوحيدة التي دخلت في صياغة احداث الرواية فهناك لوحت اخرى مثل لوحة الرجل الفيتروني ولوحة عذراء الصخور ولوحة العشاء السري . وكلها لوحات ضمّنها ليوناردو دافينشي رموزا وثنية – ماسونية . فسونيير – وهو القيم على متحف اللوفر والذي ترأس جمعية سيون – كان قد كتب في نزاعه الاخير على الزجاج المقابل للموناليزا عبارة :
So dark the con of man
وتترجم هذه الجملة : " خداع الرجل كريه للغاية " . وهي تعبر عن احدى اهم الفلسفات والمبادىء الاساسية التي تقوم عليها الاخوية : ترتكز تعاليم عبادة الآلهة الخالدة على معتقد يقول ان هناك رجال متنفذين وأقوياء في الكنيسة المسيحية الاولى " خدعوا " العالم من خلال نشر أكاذيب حطت من شأن المراة ورجحوا بذلك كفة الميزان لمصلحة الرجل. فالاخوية – اخوية سيون – تعتقد ان قسطنطين وخلفاؤه الذكور نجحوا في تحويل العالم من الوثنية المؤنثة الى المسيحية الذكورية وذلك باطلاق حملة تشهير حولت الانثى المقدسة الى شيطان ومحت تماما اي اثر للآلهة الانثى في الدين الحديث . وعبادة الانثى المقدسة احدى اهم العقائد الماسونية وليس ادل على ذلك النجمة الخماسية – نجمة فينوس – والنجمة السداسية – رمز الاتحاد الكامل بين الرجل والمرأة .

الله يعطيكي الف الف عافية حبيبتي
تقبلي مروري

أميرة بطبعي كتب:

الله يعطيكي الف الف عافية حبيبتي
تقبلي مروري

الله يعافيكي يا رب
ولو اكيد اتقبل مرورك العطر على مواضيعي وعلى صفحتي حبيبتي

شكرا حبيبتي
الله يعطيك العافية

خاطفة القلوب كتب:

أميرة بطبعي كتب:

الله يعطيكي الف الف عافية حبيبتي
تقبلي مروري

الله يعافيكي يا رب
ولو اكيد اتقبل مرورك العطر على مواضيعي وعلى صفحتي حبيبتي

على راااااااااسي حبيبتي

LiGht MoOn كتب:

شكرا حبيبتي
الله يعطيك العافية

الله يعافي قلبك يا رب هلاااااااااااااااااااااا

دلوعة القمر كتب:

خاطفة القلوب كتب:

أميرة بطبعي كتب:

الله يعطيكي الف الف عافية حبيبتي
تقبلي مروري

الله يعافيكي يا رب
ولو اكيد اتقبل مرورك العطر على مواضيعي وعلى صفحتي حبيبتي

على راااااااااسي حبيبتي

الله يسلم راسك يا رب

وراسك حبيبتي

دلوعة القمر كتب:

وراسك حبيبتي

شكرا الك

خاطفة القلوب كتب:

دلوعة القمر كتب:

وراسك حبيبتي

شكرا الك

عفوا